غدر المحب

المرأة لاتنسى تجربتها القاسية ابدا انها تحفر في الذاكرة وجعا مستديما ،كان يدير شركة والده عندما تقدمت بطلب عمل فهي مطلقة في الاربعين وام لاربعة ابناء وهو شاب اعزب على مشارف الثلاثين وافق على طلبها فباشرت عملها في ظرف اسبوع كلما ترددت على مكتبه يظل يلاطفها ويستبيح صمتها الغامض مدفوعا بفضول لايعرف كنهه فلها حضور دافىء وحيوية صبية في العشرين وهي تصده وتتجاهله وتستخف بعبثه الصبياني الذي لم يثر فيعا اية مشاعر فهو يصغرها بسنوات ولا تظن ان وراء هذه المعاكسات غير التسلية فهي جاءت لتعمل جادة كي تعيل ابناءها وتنتشلهم من هوة الضياع وبعد محاولات مستيمتة عبر لها عن اعجابه استجابت على حذر لانها مدركة ان المطلقة للرجال مطمع لظنهم انها صيد سهل ولابد ان تتحصن بالارادة والحزم كي تردع عيونهم الفارغة ونفوسهم النهمة عرض عليهال الزواج العرفي وبعد تفكير مضن وافقت فرغم فارق السن بينهما الا انها كانت ماهرة في اجتذابه وحاذقة في تطويق طيشه وفرت له اجمل الرعاية واروع الحنان فذاق معها رحيق النعيم وشهد السعادة حتى زهدت نفسه كل الحسان وفترت شهيته عن كل امراءة دونها فقلبه منتعش بحبها ودلالها طلبت منه ان يتزوجها ويشهر زواجهما لكنه اعتذر وبرر ان اسرته ستحاربه وستحرمه من الثروة وسيطارد حتى يدمر حاولت ان تقنعه كي يقرر مصيرها بشكل نهائي ويتخذ موقفآ رجوليآ حازمآ فهي من لبت لا حاجاته واسعدته واسقته من الهناء الوانآ واخذ يسوف ويماطل ليفاجئها ذات يوم انه قد تزوج من احدى قريباته نتيجة الحاح والديه ورغبتهما في احتضان ذريته وقع عليه الخبر كالصاعقة هوت فصرخت بهستيريا اتركني لم اعد اتحمل وجودك في حياتي وانفصلا بعدشهرين جاء ليستردها نادمآ متاسفآبيد انها رفضت العودة اليه اغتاظ منها وظن بها الظنون وحاول اقناعها بشتى الطرق وهي مصرة على رفضه فقد اتخذت النسيان سبيلآ للهروب منه تصليت معه وتشددت في عنادها طاش صوابه ضربها طردها من العمل هددها بالفضيحة ونشر صورها على الملأ ولم ترضخ لارداته عرف اخوتها بعلاقتها به وحدثت المواجهات والمشاكل الفاضحة كل هذا وهو ينغمر في الضياع دونها تقدم لاهلها وعرض عليها مهرآ خياليآ ورفضت ايضآ هددها بالقتل ولم يخفها التهديد او يخضعها اضناه الحب وغلبه الشوق وما استطاعت عروسه الجديدة ان تمحو من قلبه اثرها وتحميه من لوعة الحرمان جاء اليها يطرق الباب خاضعآ ذليلآ راجيـآ مستسلمآ قد تحول الى شبح انسان ضعفآ وهزالآ وسالها عند الباب الموارب: لم تنتقمين مني وانا المجنون بحبك؟ قال وكانها تنحر حبه دون رحمة الرجل الذي يفضح المراة التي استهامت به يومآ واخلصت حتى الفناء هو رجل غدار لا امان له ولايمكن الوثوق به ابدا ردت الباب خلفه وهي تذرف الدموع السخين